مقالات

تحقيق الأحلام يحتاج إلي متابعة المشوار

جريدة موطني

تحقيق الأحلام يحتاج إلي متابعة المشوار
بقلم / محمـــد الدكـــروري

تحقيق الأحلام يحتاج إلي متابعة المشوار

الحمد لله رب العالمين مصرف الأمور، ومقدر المقدور “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ” أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره وهو الغفور الشكور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع يوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالهدى والنور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه فازوا بشرف الصحبة وفضل القربى ومضاعفة الأجور والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الآصال والبكور، أما بعد روي عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” اتقي الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلي الله عليه يوما فقال.

” يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو إجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن إجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف” رواه الترمذي، وعن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى علي الله ” رواه الترمذي، وياله من شعور عظيم، وإحساس جميل، ذلك الذي يتملك الإنسان حين تتاح له الفرصة ليفجر طاقاته ويبرز مواهبه ويترجم أفكاره إلى أعمال محسوسة ويحول أحلامه إلى واقع ملموس ويحقق إنجازات قد وضع فيها كل حبه وإخلاصه فصارت من أعظم الإنجازات.

وحق له أن يفخر بها ويعتمد على نفسه، في كل ذلك بمساعدة من زملاءه وتوجيهات ممن حوله، ورائع هو الشعور بالاعتزاز لعمل قدمته، ولذيذ هو طعم ثمار النجاح، فالنجاح هو هدف نبيل يسعى إليه الجميع لا يمكن تحقيقه إلا بالعزيمة، والإصرار والمثابرة، ولكي نصل إلى النجاح لا بد أن نرسم خارطة للنجاح، كي نعبر فيها الطريق بكل إرادة وقوة، وفي النهاية نصل إلى المراد، وفي نهاية المطاف فإن خارطة النجاح بعيدة الآفاق واسعة المدارك مترامية الأطراف، تتخللها العقبات ولا تخلو من الأشواك وليس أي شخص يتخطى صعوباتها، وهي كذلك مفروشة بالورود والأزهار وليس أي شخص يتمتع بعبق هذه الأزهار، فالكثيرون يحاولون الدخول إلى هذا العالم، والبعض يخافون الفشل في هذا العالم وآخرون تحدوا المستحيل ودخلوا بكل شجاعة وإقدام إلى هذا العالم.

وهو عالم النجاح، فإنهم قد بدؤوا مشوار النجاح ودخلوا إلى الخارطة يمشون بكل عزيمة وإصرار ويعملون بكل جد وثبات وإخلاص واجهتهم بعض الصعوبات تسلل إلى قلوبهم اليأس، ثم إستطاعوا بتفاؤلهم وإيمانهم بالحياة أن يطردوه ويتابعوا المسير، ووصلوا إلى منتصف المسافة فإعترضتهم أشباح الشر والهزيمة، وحاولت الشياطين إغرائهم بكل وسيلة لإنهم يحلمون بالمجد، والثروة والشهرة وهناك طريقان للوصول إليها وهما طريق الصلاح وهو الأفضل والأضمن ولكنه طويل وشاق، وطريق آخر طريق الشر والكذب والخيانة والخداع ، والنفاق وإستغلال أصحاب القلوب الطيبة من الناس، وهو سيء وعواقبه وخيمة ولكنه الأسرع، والكلام سهل و لكن البعض تباطؤا وهم لا يريدون متابعة المشوار، ولكنهم يحلمون، ولكي يحققوا الأحلام لا بد أن يتابعوا المشوار.

ولكنهم لا يودون الإنتظار، يريدون تحقيقها بسرعة حتى لو كانت طريقهم خاطئة، وعواقبها وخيمة، فاستسلموا لأشباح الشر ومشوا في طريقها فحققوا الأحلام، ووصلوا إلى الشهرة وحصلوا على المال ولكنهم لن يحصلوا أبدا على السعادة والراحة وحب الناس في الدنيا، ولا الخاتمة الطيبة حتى الدعاء الصالح الذي قد ينجيهم من عذاب ربهم قد إنقلب ضدهم إنهم في عذاب، مستمر وظلام دامس إلى أن يهدي الله قلوبهم إلى الخير والصلاح، ومؤكد سيتبدد كل ما حققوه من أحلام مهما طالت الأيام، والآخرون قاتلوا أشباح الشر بكل شجاعة وإقدام، وأبعدوا الشياطين عن نفوسهم بالإيمان والهدى والقرآن.

تحقيق الأحلام يحتاج إلي متابعة المشوار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى